في إطار مشروع "النساء والسلام"، قدمت الكاتبة سولاف حسني مقالة صحفية تناولت فيها قضية تعرض المراهقات للتنمر، مسلطةً الضوء على آثاره النفسية العميقة.

في عالم يمتلئ بالتحديات تنمو اليافعات وهن يبحثن عن هويتهن عن صوتهن وعن مكانهن في المجتمع بعض التجارب تكون محفزة تمنحهن القوة والإصرار بينما قد تكون بعض اللحظات صعبة مثل مواجهة العدوانية والتسلط لكن القوة الحقيقية ليست في غياب التحديات بل في كيفية التغلب عليها

كانت ديانا فتاة طموحة تحلم بأن تصبح كاتبة تنشر قصصها حول العالم لكنها كانت تواجه تعليقات ساخرة من بعض زميلاتها في المدرسة يصفنها بالهادئة أكثر من اللازم أو الغريبة التي تعيش في عالم الكتب في البداية شعرت بالحزن لكنها قررت أن تستخدم قوة كلماتها للرد ليس بالغضب بل بالنجاح

بدأت ديانا في مشاركة قصصها مع معلمتها ثم نشرت مقالات قصيرة في مجلة المدرسة شيئًا فشيئًا تحولت تلك الكلمات التي كانت تُقال لها بسخرية إلى إعجاب ودعم اكتشفت أن سر القوة ليس في تغيير نفسها لإرضاء الآخرين بل في الاعتزاز بما يجعلها فريدة

العدوانية والتسلط ليسا انعكاسًا لمن أنتِ بل لمن يختار التسلط كوسيلة للتعبير عن مشاعره السلبية قد يكون السبب عدم الثقة بالنفس عند الشخص المتسلط مما يجعله يحاول التقليل من الآخرين أو التأثر ببيئة غير داعمة حيث يُنظر للتسلط على أنه وسيلة لإثبات القوة أو الرغبة في لفت الانتباه حتى لو كان ذلك عن طريق إيذاء الآخرين

العدوانية والتسلط قد يأخذان أشكالًا مختلفة فقد يكونان لفظيين من خلال التعليقات الساخرة والألقاب الجارحة أو اجتماعيين عبر نشر الشائعات والعزل من المجموعة أو نفسيين بالتلاعب بالمشاعر والتخويف أو إلكترونيًا من خلال التعليقات السلبية على وسائل التواصل ونشر صور دون إذن لكن ما يهم هو كيفية مواجهتهما بثقة

آمني بنفسك ولا تدعي كلمات الآخرين تحدد قيمتك أنتِ أذكى وأقوى مما يظنون أحيطي نفسك بأشخاص داعمين من العائلة والأصدقاء الحقيقيين والمعلمين فهم يمكن أن يكونوا مصدر قوة لكِ تعلمي كيفية الرد بحكمة بدلاً من الغضب استخدمي الردود الهادئة والواثقة مثل أنا أؤمن بنفسي وهذا يكفيني استخدمي شغفكِ كسلاح ضد العدوانية والتسلط كما فعلت ديانا حوّلي أي طاقة سلبية إلى نجاح يُلهم الآخرين وأخبري شخصًا تثقين به لا تخجلي من مشاركة تجربتكِ مع من يستطيع مساعدتكِ

كل فتاة تمتلك في داخلها قوة فريدة تجعلها تصنع التغيير العدوانية والتسلط قد يكونان جزءًا من التحديات لكنه ليس ما يحددك أنتِ قادرة على أن تكوني صوتًا للإيجابية نموذجًا للقوة وشعلة للإلهام لمن حولك تذكري دائمًا لا أحد يستطيع إطفاء نورك إلا إذا سمحتِ له بذلك كوني فخورة بنفسك واسعي وراء أحلامك ولا تخافي من أن تكوني على طبيعتك لأنك قوية ومميزة وتستحقين كل الاحترام والدعم

مشروع (النساء والسلام)

مشروع نفذتها منظمة السلام والحرية بالشراكة مع منظمة النساء من أجل نساء العالم في محافظتي كركوك ونينوى، 2024-2025، وبدعم من الوكالة البريطانية للتنمية.