
في إطار جهودها لتعزيز ثقافة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي، نظمت منظمة الجيل للتنمية البشرية الورشة الثانية ضمن مبادرتها، والتي حملت عنوان "حقوق الأديان والقوميات في الدستور العراقي والقوانين والمواثيق الدولية". أقيمت الورشة بتاريخ 16 أكتوبر 2024، وركزت على تقديم شرح مفصل حول حقوق الأديان والقوميات في الدستور العراقي، بالإضافة إلى القوانين والمواثيق الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966.
الورشة لم تقتصر على تقديم المواد العلمية فحسب، بل كانت فرصة لطرح ومناقشة آراء المشاركين، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بمسألة التعايش السلمي. وأشار عدد من المشاركين إلى أن الكثير من السلبيات التي تواجه المجتمع تنبع من نقص الوعي في بعض العوائل العراقية، مما يستدعي ضرورة التركيز على التوعية الأسرية بكيفية التعايش مع الآخرين بسلام.
كما عبّروا عن خيبة أملهم تجاه عدم تطبيق الدستور بالشكل الذي يكفل حماية حقوق الأقليات الدينية والقومية في العراق، مؤكدين أن هذه الفجوة تحتاج إلى معالجة فورية.
من بين الأفكار التي تم طرحها خلال الورشة كان اقتراح إنشاء مشاريع جماعية تجمع أفرادًا من مختلف الأديان والقوميات للمشاركة في المناسبات الوطنية والدينية، بهدف تعزيز روح المحبة والألفة بين الجميع. كما دعت بعض الأصوات إلى تعزيز القيم الإنسانية داخل المجتمع العراقي، والعمل على تعزيز الاحترام بشكل يضمن الحياد تجاه المكونات المختلفة ويحترم حقوق الجميع.
الورشة كانت ناجحة في تحقيق أهدافها، حيث تمكّنت من نشر الوعي حول التماسك المجتمعي والحقوق، وتوضيح القوانين التي تكفل هذه الحقوق، مع خلق بيئة حوارية تفاعلية أثبتت اهتمام المشاركين بهذه القضايا.
تفاعل المشاركين كان كبيرًا، حيث أكدت معظم الأصوات على ضرورة إعادة تجربة المشروع بشكل أوسع لتشمل توعية العوائل والطلاب في المدارس والجامعات حول نبذ الكراهية والتعصب، وضرورة التركيز على الخطاب الديني المعتدل الذي يعزز قيم السلام والمحبة بين جميع مكونات المجتمع.
ويذكر ان هذا النشاط أقامته منظمة الجيل للتنمية البشرية بالشراكة مع منظمة السلام والحرية وضمن منح مشروع جسرا التشاركية (PGM in JISRA)





