منظمة السلام والحرية PFO

 

  1. الفرع الرئيسي في محافظة أربيل والمكاتب الفرعية في محافظات بغداد ونينوى
  2. قسم متابعة الشؤون السياسية والاقتصادية
  3. قسم الانتهاكات وكتابة التقارير - فريق سيرجيو دي ميلو لرصد ومراقبة حالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميدانSDMT

الموضوع :  إحاطة غير رسمية[1] للشواغل الرئيسية لحالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية  في جمهورية العراق المرتبطة ب :-

  1. حرية التعبير عن الراي
  2. الحقبالتظاهر و التجمع السلمي.
  3. حرية التنقل والحركة.
  4. الاعتقال أو الاحتجاز التعسفي.

تاريخ الإصدار / 26  تشرين الاول 2020

 

1 -  تتابع منظمة السلام والحرية PFO عبر فروعها ومكاتبها  بترقب شديد وبقلق بالغ الوضع العام لحالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية في جمهورية العراق حيث تظهر جميع المعلومات والبيانات الواردة عبر فريقها سيرجيو دي ميلو عن حالة حقوق الإنسان خصوصا التي ترتبط  بسياق التظاهرات القائمة في البلاد منذ 1 تشرين الاول 2019 استمرار تضرر المفاصل الأساسية لإعمال حقوق الإنسان تعزيزها وتطويرها حمايتها احترامها والوفاء والالتزام بها من جانب الحكومة العراقية وفي هذا السياق تقدم منظمة السلام والحرية إحاطة شاملة حول أهم شواغل حالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية .

 

2 – حيث تشير التقارير الواردة لفريق سيرجيو دي ميلو لمراقبة حالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميدان SDMT من المحافظات التي شهدت احياء ذاكرة مظاهرات تشرين الاول 2019 حالة من التوترات الأمنية يرافقها استمرار ارتكاب أشكال متعددة من الانتهاكات لسلطات إنفاذ القانون ومخالفات لأطراف اخرى .

 

 حرية التعبير عن الرأي والحق بالتظاهر والتجمع السلمي

 

3 - بينت المعلومات المجمعة والمحققة والتي تم تأكيدها من قبل مراقبي حالة حقوق الانسان في الميدان انطلاق مظاهرات واسعة لإحياء ذاكرة مظاهرات تشرين 2019 في محافظات بغداد و البصرة والمثنى وكربلاء والناصرية والديوانية وميسان و واسط وبابل والنجف رفع خلالها المتظاهرون شعارات طالبوا من خلالها بشكل اساس ب ( تقديم المتورطين بقتل المتظاهرين للقضاء , انتخابات نزيهة , تحسين الحالة المعيشية , توفير الخدمات الاساسية , تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية ) . 

 

4 – رافق هذه التظاهرات اتخاذ مؤسسات انفاذ القانون اجراءات ذات طابع امني حيث ادت الاعمال الشرطية المرتبطة بقصد فرض الامن والنظام من جانب موظفي انفاذ القانون الى استخدام هياكل مؤسسية امنية للقوة ( احيانا ) بشكل غير متناسب  وغير ضروري فيما امتازت جميع هذه الاعمال بالاستخدام غير القانوني  للأسلحة النارية في ( بغداد كربلاء بابل ) بشكل عشوائي بقصد تفريق تجمعات بشرية تشكل بمجموعها سياق تظاهرات وتجمعات احتجاجية لمدنيين بينما بينت معلومات اخرى مطاردة متظاهرين داخل الازقة واعتقال عدد اخر منهم .

 

5 – بشكل اساسي بيان السياق العام للتظاهرات انطلاقها بداية في بغداد جانب الكرخ قرب مبنى رئاسة الوزراء العراقية في منطقة "مرآب العلاوي" حيث تجمع متظاهرين  من الساعة 9:00 صباح يوم 25 تشرين الاول 2020 يقدر عددهم ب1500 متظاهر بشكل سلمي , الا انه وعند الساعة 12:25 ظهرا حدثت اولى الاحتكاكات فاستخدمت قوات حفظ القانون التابعة لوزارة الداخلية الهراوات والقنابل الصوتية بنطاق ضيق بينما استخدم المتظاهرون الحجارة للرد لتمتد اعمال العنف مباشرة الى جانب الرصافة ساحة التحرير الخلاني وجسر السنك حيث استخدمت مجموعات مجهولة على جسر الجمهورية ضمن صفوف المتظاهرين قنابل المولوتوف اعقبها استخدام اخر لذات الوسيلة على جسر السنك عند الساعة 2:30 رافقها اشعال الاطارات ليرد عناصر حفظ القانون باستخدام القنابل الصوتية مما ادى الى اصابة متظاهر واحد على اقل تقدير بجروح . اما يوم 26 تشرين الثاني فقد شهد اصابة 5 متظاهرين في شارع الرشيد اصابة 2 منهم خطيرة بالراس والصدربسبب تعرضهم لقنابل صوتية او رصاص حي حيث لم يتم تبين سبب اصابتهم بشكل مؤكد بينما اصيب 3 اخرين بجروح مقعرة غائرة نتيجة استخدام بنادق تستخدم برياضة الصيد تستخدم اعتدة متشظية ( كرات حديدية ) المعروفة محليا ( بالصجم ).

 

6 – وفي كربلاء فلكة زيد وشارع التربية شهدت المظاهرات المتزامنة مع المظاهرات في المحافظات الاخرى عند الساعة 7 مساءا مواجهات عنيفة استخدمت عناصر انفاذ القانون فيها الاسلحة النارية ولم يتبين اي قصد ل"استخدامها غير المشروع" سوى انه بهدف تفريق المتظاهرين فيما استخدمت ذات القوات القنابل الصوتية و المسيلة للدموع بشكل  محدود بينما  لجأت الى استخدام واسع للهراوات البلاستيكية والحديدية واعتمدت اسلوب محدد يستند الى رد الفعل بشكل عام نتج عن استخدام كافة اشكال القوة اصابة 8 متظاهرين باصابات مختلفة تلقى اغلبهم العلاج في مستشفى السفير بالمدينة . من جهة اخرى قام بعض المتظاهرين وبشكل محدود باستخدام الاطارات المشتعلة والحجارة لمواجهة عناصر انفاذ القانون حيث اسفرت اعمال الشغب عن اصابة 6 من عناصر انفاذ القانون اصابات غير خطيرة اعقبها عند الساعة السابعة مساءا تحطيم زجاج عجلة رباعية الدفع تابعة لوزارة الداخلية كانت قد اقتربت من اماكن المتظاهرين حيث تركها افرادها .

 

7 – ان منظمة السلام والحرية PFO تشعر بالخيبة نتيجة لما اسفرت عنها مظاهرات محافظة بابل فالاستخدام المفرط للقوة بشكل مبالغ به بشكل واضح واستخدام الاسلحة النارية ( غير المشروع ) لعناصر انفاذ القانون ضد المتظاهرين يمثل امتدادا للسلوك الذي انتهجته ذات القوات قبل عام من الان حيث ان لجوء افراد من القوات الامنية الى استخدام القوة بشكل مباشر دون فسح المجال امام اي فرصة من اجل التواصل والتفاوض او القيام بإجراءات التهدئة او حتى القبول باستخدام القوة بشكل تصاعدي مشروع يمثل تهديدا مباشرا لازال قائما في هذه المحافظة. حيث اسفرت المواجهات عن اصابة 19 متظاهر باصابات مختلفة استدعى نقل البعض منهم الى المستشفى بينما بلغت اعداد المصابين من موظفي انفاذ القانون حسب مستشفى المدينة 33 مصاب فيما افاد مراقبي حالة حقوق الانسان في بابل تمتع الجميع بصحة جيدة .

 

8 - بشكل اساسي انطلقت التظاهرات بمحافظة بابل صباح يوم 25 تشرين الاول 2020 بشكل سلمي عند مجسر الثورة وشارع الطيارة عبر تجمعات بشرية يتراوح عددها بين 1000 و 1500 متظاهر واستمرت الى الخامسة عصرا دون تسجيل اي خروقات تذكر عدا المتعلقة بأمن وسلامة المتظاهرين حيث كانت يشوبها الفلتان احيانا , وعند الساعة السادسة مساءا عمد بعض الافراد ضمن صفوف المتظاهرين الى اضرام النار بمنزل رئيس مجلس محافظة بابل سابقا حيث ادت الى انفراط عقد التظاهرة السلمي وتنحدر نحو استخدام الحجارة والمولوتوف والقنابل الدخانية والصوتية واطلاق الرصاص الحي بكثافة حيث اصيب من الجانبين ما يقرب من 55 شخص بعضهم اصابته استدعت نقله لمستشفى الحلة التعليمي لتلقي العلاج والمساعدة الطبية.

 

  • الاحتجاز والاعتقال التعسفي

9 - فيما يتعلق بانتهاكات  الاحتجاز والاعتقال التعسفي أو تلك الانتهاكات التي قد توصف بانها افعال سالبة للحرية التي تعرض لها المتظاهرون بشكل عام تجد منظمة السلام والحرية PFO أن عناصر انفاذ القانون قد تجاهلوا اوامر وتعليمات واضحة صدرت عن القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبر بيان متلفز بتاريخ 24 تشرين الثاني 2020 حول تقييد الحريات بالتالي فان حالات الاعتقال او الاحتجاز التعسفي وان كانت مؤقتة تشكل تهديد جدي للحق بالحرية اذ لايمكن تعطيل هذا الحق بناءا على تعليمات تصدر من القادة الامرون الميدانيون او بشكل تلقائي من موظفي انفاذ القانون حيث انهم لم يرتكبوا جريمة مشهودة.

 

10 – بشكل اساسي وبذات السياق تم احتجاز عدد من المتظاهرين بشكل مؤقت في محافظات بغداد قرب مراب العلاوي وفي كربلاء قرب شارع التربية وفي بابل محيط ساحة مجسر الثورة ولم يتم التأكد من عددهم لظروف قاهرة تتعلق بطبيعة المظاهرات  التي اخذت قالب احتجاجي عنيف .

 

11 – وبشكل وثيق تم احتجاز كل من النشطاء ( م . ع ) و ( ك . ب ) بين الساعة 11:00 م و 12:00 منتصف ليلة 25 – 26 تشرين الاول 2020 قرب ساحة التحرير من قبل مفرزة امنية تابعة لوزارة الداخلية العراقية حيث تم اطلاق سراحهم بعد مضي اقل من ساعة على احتجازهم بشكل اعتيادي .

 

  • حرية التنقل والحركة

 

12 - شهدت التظاهرات ليلة 24 – 25 تشرين الاول 2020 تنفيذ اجراءات واسعة النطاق في اغلب المحافظات العراقية استعدادا لخطة امنية اوضحت السلطات العراقية انها تندرج ضمن "خطة امنية لضمانة امن وسلامة المتظاهرين" على سبيل الذكر لا الحصر غلق مداخل ساحة التحرير بالكامل امام العجلات وجسر السنك والجسر المعلق على نهر دجلة والشوارع المؤدية الى ساحة الطيران قرب ساحة التحرير و شارع النضال قرب وزارة التعليم العالي و شارع السعدون من الجهتين وتقليل مرور العجلات باتجاه ساحة الوثبة الى الحد الادنى بالإضافة الى قطع جميع الطرق المؤدية الى المنطقة المحصورة بين مراب العلاوي و شارع 6 بالكرخ كما وشمل القطع منع جميع الباصات من 10 راكب فما فوق من الدخول الى بغداد في حال انها تقل رجال او شباب فقط بينما سمح لباصات اخرى تحمل اسر او عوائل .

 

13 – وبذات السياق اتخذت جميع المحافظات التي شهدت تظاهرات اجراءات اخرى تشمل قطع شوارع حيوية واستراتيجية ضمن تنفيذ اطار الخطة المعلن عنها على سبيل الذكر غلق الطرق المؤدية الى منطقة الضجرية والحيدرية في محافظة المثنى . اما في محافظة بابل فقد تم قطع كل من مجسر الثورة ومجسر بتة ومدخل باب بغداد بسبب اشعال اطارات من قبل المتظاهرين , كما تم اغلاق شارع الطيارة المؤدي الى مبنى المحافظة بسبب انطلاق تظاهرات فيه , وفي ذات الاتجاه تم قطع الجسر المعلق والطرق المؤدية الى فلكة الساعة في الديوانية كما اغلق عناصر تابعة لوزارة الداخلية العراقية جزء من محيط الفلكة الحجرية وتقاطع الركن الذهبي نتيجة لاندلاع تظاهرات فيها.

 

 

توصية منظمة السلام والحرية PFO

 

14- توصي منظمة السلام والحرية الحكومة العراقية بسلطاتها الثلاث إلى اتخاذ إجراءات فعالة وملموسة لحماية جميع المتظاهرين وضرورة توجيه موظفي انفاذ القانون الى ضبط اكثر للنفس ولمصادر القوة .

 

توصي منظمة السلام والحرية مجلس القضاء الاعلى الى التحقيق الجاد والفعلي المعلن بشكل شفاف عن اي حالات اعتقال مزعومة.

 

كما وتطالب منظمة السلام والحرية الحكومة العراقية  بإجراءات عاجلة لفتح قنوات تفاوض بدون اي تأخير للإحاطة بأي ازمة قد تنتج عن هذه المظاهرات تستهدف بالمقام الاول تلبية مطالبهم وفق جدول زمني محدد.

 

كما وتدعو منظمة السلام والحرية بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق UNAMI  الى بذل جهود اكبر لحث الحكومة العراقية على تسريع وتيرة تنفيذ الاصلاحات وتقديم الدعم الفني بشكل اكبر للمؤسسات القضائية والتنفيذية  في مجال العدالة الجنائية واكاديميات تدريب الشرطة لتحقيق مستويات اعلى من تدريب موظفي انفاذ القانون الى احترام ثقافة حقوق الانسان.

 

منظمة السلام والحرية PFO

الاثنين 26 تشرين الاول 2020

 

[1]يشير مصطلح غير رسمية إلى إن المنظمة لا زالت بصدد إكمال الإحاطة الكاملة فيما يتعلقبسياق الانتهاكات والمخالفات المرتكبة سواء على مستوى الفعل أو المنطقة الجغرافية بالتقرير الشامل والتفصيلي بينما تمثل هذه الإحاطة أهم شواغل حالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية الحالية في الميدان.